روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات تربوية واجتماعية | أخو زوجتي.. يقبلها ويغازلها!!

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات تربوية واجتماعية > أخو زوجتي.. يقبلها ويغازلها!!


  أخو زوجتي.. يقبلها ويغازلها!!
     عدد مرات المشاهدة: 2964        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال:

عندي مشكلة غريبة؛ وهي أنني وزوجتي تزوجنا منذ عام، ولكنني لاحظت أن أخاها- بعد الزواج بأسبوع- يزورنا مرة أو مرتين في الأسبوع الواحد، والأغرب أنه يحتضنها ويقبلها؛ في كل مرة، كما اكتشفت أنه يتصل عليها هاتفيًّا مرة أو مرتين يوميًا، ويظل يقول لها كلام غزل، وعندما سألتها قالت لي: هذا أخي، وما يفعله حق له، ولا أدري ماذا أفعل؟!

الجواب:

أخانا الحبيب:

السلام عليكَ ورحمة الله وبركاته، وأهلا ومرحبا بكَ، وشكر اللهُ لكَ ثقتكَ بإخوانِكَ في موقع (المسلم)، ونسأل الله عز وجل أن يجعلنا أهلا لهذه الثقة، آمين.. ثم أما بعد:

الإسلام دين النظافة والطهارة والعفة، والتشريع الإسلامي لم يغفل عن مثل هذه الأمور، والقرآن الكريم كتاب الله الناسخ تعرض لكل ما يحتاجه المسلم في حياته؛ فقال تعالى: {مَّا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِن شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ} [الأنعام: 38].

أما عن المحارم؛ فقد ورد ذكرهم نصًا في القرآن الكريم؛ فقال تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُمْ بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا} [النساء: 23].

والأصل أن صاحب الفطرة السليمة لا ينظر إلى محارمه عامة ولا يترك للشيطان مجالا للدخول له من هذا الباب، بل ويغلق كل الأبواب في هذا السبيل وعلى الأخص منهن: أمه أو أخته أو عمته أو خالته نظره محرمة (بشهوة)، فهي محرم له، وهو أمين عليها، لأنها من عرضه الذي يجب عليه صيانته والمحافظة عليه.

ولاشك أن هذه القاعدة قد يشذ عنها بعض ممن مرضت قلوبهم ونكست فطرتهم وذهبت إنسانيتهم فصاروا أشبه بالأنعام بل هم أضل؛ وهو ما يدل عليه انتشار زنا المحارم في العديد من البلدان، ولولا حساسية هذا الأمر لخرجت علينا الإحصاءات والبحوث والدراسات بأرقام مفزعة ونسب مخيفة لزنا المحارم!

ابتداء عليك أن تبين لزوجتك أن تقبيل الرجل لأخته يجب ألا يتعدى المسموح به والعرف الشائع؛ والفطرة السليمة، فيقبل رأسها أو جبهتها، دون أن تتطور الأمور، وأن تبين لها أن لكل شيء حدودا، وأن الإسلام نظم العلاقات ووضح المسائل، ووضع القواعد التي تنظم حركة الحياة، وجعل لكل مستوىً حدوده وضوابطه، فلا يجوز مثلا للأخ أو الابن أن يطلع على عورات أخته أو أمه، وأوصيك أن تفعل ذلك كله بمنتهى الهدوء ودون أن تستفز مشاعرها، أو أن تتهمها في أخلاقها.

ثم عليك أيضا أن تطلب منها أن تعلم أخاها كراهتك لما يفعل، وأن ذلك ممنوع شرعا، وأن ذلك يغضبك جدا.

ثم عليك أن تلمح لذلك الأخ بشكل يفهم منه ما تريد لكن بدون قطعك له وإيذائك له.

فإن انتهى عن ذلك فبها ونعمت، وإن استمر فخاطبه بكل وضوح وامنعه من بيتك تماما حتى ينتهي عن ذلك.

إلا أنني أؤكد عليك أن تفعل كل ذلك بحكمة، فتلك الأمور عادة لا تتطور لشيء وإنما يكون الداعي لها حبه لأخته وارتباطه بها، لكننا علينا أن نغلق أبواب الشيطان.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت أحدا أشبه سمتا وهديا برسول الله صلى الله عليه وسلم من فاطمة ابنته، وكانت إذا دخلت عليه قام إليها يقبلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل عليها قامت له فتقبله وتجلسه في مجلسها. رواه الترمذي والحاكم.

وقد سئل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله عن تقبيل الرجل ذات محرم منه، فقال: إذا قدم من سفر ولم يخف على نفسه. فقيدها الإمام أحمد أن تكون هناك مناسبة، كسفر، فيكون هناك داع للتقبيل، لطول الغياب، مع أمن الفتنة.

كما سئل الشيخ ابن باز رحمه الله سؤالا يقول: هل يجوز أن أقبل أختي أو تقبلني؟ فقال رحمه الله: (لا بأس أن تقبل أختك وتقبلك، وهكذا جميع محارمك كعمتك وخالتك وزوجة أبيك وأمك وبنت أخيك تقبلها مع الخد أو مع الأنف أو جبهتها أو رأسها إن كانت كبيرة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل فاطمة إذا دخلت عليه أو دخل عليها يأخذ بيدها عليه الصلاة والسلام، والصديق أبو بكر رضي الله عنه لما دخل على ابنته عائشة وهي مريضة قبلها مع خدها) [مجموع فتاوى ومقالات متنوعة- الجزء السابع].

وختامًا؛ نسأل الله عز وجل أن يحفظ لك زوجك، وأن يبارك لك فيها، وأن يبارك لها فيك، وأن يصرف عنكما كيد الشيطان ومكره.. اللهم آمين.. وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الكاتب: همام عبدالمعبود.

المصدر: موقع المسلم.